کد مطلب:90804 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:135

کتاب له علیه السلام (74)-إِلی أخیه عقیل بن أبی طالب فی ذکر ج















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی عَقیلِ بْنِ أَبی طَالِبٍ.

سَلاَمُ اللَّهِ عَلَیْكَ.

فَإِنّی أَحْمُدُ إِلَیْكَ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ.

أَمَّا بَعْدُ، یَا أَخی، كَلأَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكَ كَلاَءَةَ مَنْ یَخْشَاهُ بِالْغَیْبِ إِنَّهُ حَمیدٌ مَجیدُ.

[صفحه 866]

قَدْ وَصَلَ إِلَیَّ كِتَابُكَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَیْدِ الأَزْدِیِّ تَذْكُرُ فیهِ أَنَّكَ لَقیتَ ابْنِ أَبی سَرْحٍ مُقْبِلاً مِنْ « قُدَیْدٍ » فی نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعینَ فَارِساً مِنْ أَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ مِنْ بَنی أُمَیَّةَ مُتَوَجِّهینَ إِلی جَهَةِ الْمَغْرِبِ.

وَ إِنَّ ابْنَ أَبی سَرْحٍ، یَا أَخی، طَالَمَا كَادَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ كِتَابَهُ، وَ صَدَّ عَنْ سَبیلِهِ وَ بَغَاهَا عِوَجاً.

أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ غَارَةِ الضَّحَّاكِ عَلی أَهْلِ الْحیرَةِ وَ الْیَمَامَةِ، فَهُوَ أَقَلُّ وَ أَذَلُّ مِنْ أَنْ یَلُمَّ بِهَا،

أَوْ أَنْ یَدْنُوَ مِنْهَا، وَ لكِنَّهُ قَدْ كَانَ أَقْبَلَ فی جَریدَةِ خَیْلٍ، فَأَخَذَ عَلَی « السَّمَاوَةِ »، ثُمَّ مَرَّ بِ « وَاقِصَةَ »،

وَ « شَرَافِ »، وَ « الْقُطْقُطَانَةِ »، وَ مَا إِلی ذَلِكَ الصُّقْعِ[1].

فَسَرَّحْتُ إِلَیْهِ جَیْشاً كَثیفاً مِنَ الْمُسْلِمینَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ شَمَّرَ هَارِباً، وَ نَكَصَ نَادِماً.

فَأَتْبَعُوهُ[2] فَلَحِقُوهُ بِبَعْضِ الطَّریقِ[3] وَ قَدْ أَمْعَنَ فِی السَّیْرِ، وَ كَانَ ذَلِكَ حینَ[4] طَفَّلَتِ الشَّمْسُ لِلإِیَابِ، فَاقْتَتَلُوا شَیْئاً[5] قَلیلاً[6] كَلاَ وَ لاَ، فَلَمْ یَصْبِرْ لِوَقْعِ الْمَشْرَفِیَّةِ[7].

فَمَا كَانَ إِلاَّ كَمَوْقِفِ سَاعَةٍ حَتَّی وَلَّی هَارِباً، وَ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً[8]، وَ نَجَا جَریضاً بَعْدَ مَا أُخِذَ مِنْهُ بِالْمُخَنَّقِ[9]، وَ لَمْ یَبْقَ مِنْهُ غَیْرُ الرَّمَقِ، فَلأْیاً بِلأْیٍ[10] مَا نَجَا.

فَدَعِ ابْنَ أَبی سَرْحٍ، وَدَعْ[11] عَنْكَ قُرَیْشاً، وَ خَلِّهِمْ[12] وَ تَرْكَاضَهُمْ فِی الضَّلاَلِ، وَ تَجْوَالَهُمْ فِی

[صفحه 867]

الشِّقَاقِ، وَ جِمَاحَهُمْ فِی التّیهِ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا[13] عَلی حَرْبِی الْیَوْمَ[14] كَإِجْمَاعِهِمْ عَلی حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَبْلی، فَأَصْبَحُوا قَدْ جَهِلُوا حَقَّهُ، وَ جَحَدُوا فَضْلَهُ، وَ بَادَرُوهُ الْعَدَاوَةَ،

وَ نَصَبُوا لَهُ الْحَرْبَ، وَ جَهِدُوا عَلَیْهِ كُلَّ الْجُهْدِ، وَ جَرُّوا عَلَیْهِ جَیْشَ الأَحْزَابَ، وَ جَدُّوا فی إِطْفَاءِ نُورِ اللَّهِ[15].

فَجَزَتْ[16] قُرَیْشاً عَنِّی الْجَوَازی بِفِعَالِهَا[17]، فَقَدْ قَطَعُوا رَحِمی، وَ تَظَاهَرُوا عَلَیَّ، وَ دَفَعُونی عَنْ حَقّی[18]، وَ سَلَبُونی سُلْطَانَ ابْنِ أُمّی[19]، وَ سَلَّمُوا ذَلِكَ إِلی مَنْ لَیْسَ مِثْلی فی قَرَابَتی مِنَ الرَّسُولِ،

وَ حَقّی فِی الإِسْلاَمِ، وَ سَابِقَتِی الَّتی لاَ یَدَّعی مِثْلَهَا مُدَّعٍ، إِلاَّ أَنْ یَدَّعِیَ مَا لاَ أَعْرِفُهُ، وَ لاَ أَظُنُّ اللَّهَ یَعْرِفُهُ.

فَالْحَمْدُ للَّهِ عَلی كُلِّ حَالٍ[20].

وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ رَأْیی فی مَا أَنَا فیهِ[21] [ مِنَ ] الْقِتَالِ، فَإِنَّ رَأْیی قِتَالُ[22] الْمُحِلّینَ حَتَّی أَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، لاَ یَزیدُنی كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلی عِزَّةً، وَ لاَ تَفَرُّقُهُمْ عَنّی وَحْشَةً، لأَنّی مُحِقُّ، وَ اللَّهُ مَعَ الْمُحِقِّ.

وَ وَاللَّهِ مَا أَكْرَهُ الْمَوْتَ عَلَی الْحَقِّ، لأنَّ الْخَیْرَ كُلَّهُ بَعْدَ الْمَوْتِ لِمَنْ كَانَ مُحِقّاً وَ دَعَا إِلَی الْحَقِّ.

وَ أَمَّا مَا عَرَضْتَهُ عَلَیَّ مِنْ مَسیرِكَ إِلَیَّ بِبَنیكَ وَ بَنی أَبیكَ، فَلاَ حَاجَةَ لی فی ذَلِكَ.

فَأَقِمْ رَاشِداً مَحْمُوداً، فَوَ اللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَهْلِكُوا مَعِیَ إِنْ هَلَكْتُ[23].

[صفحه 868]

وَ لاَ تَحْسَبَنَّ ابْنَ أَبیكَ، وَ لَوْ أَسْلَمَهُ النَّاسُ، مُتَضَرِّعاً مُتَخَشِّعاً، وَ لاَ مُقِرّاً لِلضَّیْمِ وَاهِناً،

وَ لاَ سَلِسَ الزِّمَامِ لِلْقَائِدِ، وَ لاَ وَطِئَ الظَّهْرِ لِلرَّاكِبِ الْمُقْتَعِدِ.

وَ لكِنَّهُ كَمَا قَالَ أَخُو بَنی سَلیمٍ:


فَإِنْ تَسْأَلینی كَیْفَ أَنْتَ فَإِنَّنی
صَبُورٌ عَلی رَیْبِ الزَّمَانِ صَلیبُ


یَعِزُّ عَلَیَّ أَنْ تُری بی كَآبَةٌ
فَیَشْمَتَ عَادٍ أَوْ یُسَاءَ حَبیبُ


[ وَ السَّلاَمُ. ]


صفحه 866، 867، 868.








    1. ورد فی الغارات ص 296. و الإمامة و السیاسة ج 1 ص 74 و 75. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 119. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 621. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124. و نهج السعادة ج 5 ص 300. و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 330. و نهج البلاغة الثانی ص 205. باختلاف بین المصادر.
    2. ورد فی المصادر السابقة.
    3. الطّرق. ورد فی هامش نسخة ابن المؤدب ص 263. و نسخة الآملی ص 268. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 317.
    4. ورد فی شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 119. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 621. و نهج السعادة ج 5 ص 303.
    5. فتناوشوا القتال. ورد فی المصادر السابقة. و الغارات للثقفی ص 296.
    6. ورد فی المصادر السابقة.
    7. ورد فی الغارات ص 296. و الإمامة و السیاسة ج 1 ص 74 و 75. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 119. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 621. و نهج السعادة ج 5 ص 300. باختلاف بین المصادر.
    8. ورد فی المصادر السابقة. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124. و نهج البلاغة الثانی ص 205. باختلاف بین المصادر.
    9. بالمخنق. ورد فی نسخة الأسترابادی ص 439.
    10. فلو لا اللّیل. ورد فی الإمامة و السیاسة ج 1 ص 75. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124. و نهج البلاغة الثانی ص 205.
    11. ورد فی المصادر السابقة. و الغارات ص 297. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 119. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 621.

      و نهج السعادة ج 5 ص 302.

    12. ورد فی المصادر السابقة.
    13. فإنّ العرب قد أجمعت. ورد فی الغارات ص 297. و الإمامة و السیاسة ج 1 ص 75. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 119. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 621. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124. و نهج السعادة ج 5 ص 302. و نهج البلاغة الثانی ص 205.
    14. ورد فی المصادر السابقة. و ورد حرب أخیك فی المصادر السابقة أیضا. و أنساب الأشراف للبلاذری ج 2 ص 75.
    15. ورد فی المصادر السابقة.
    16. اللّهمّ فاجز. ورد فی المصادر السابقة. و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 319.
    17. ورد فی الإمامة و السیاسة ج 1 ص 75. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124. و نهج البلاغة الثانی ص 205.
    18. ورد فی الغارات ص 297. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 621. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 125. و نهج السعادة ج 5 ص 302. و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 319. و نهج البلاغة الثانی ص 206.
    19. عمّی. ورد فی المستدرك لكاشف الغطاء ص 125. و نهج البلاغة الثانی ص 206.
    20. ورد فی المصدرین السابقین. و الغارات ص 297. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 621. و نهج السعادة ج 5 ص 302.
    21. ورد فی الغارات ص 299. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 120. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 621. و نهج السعادة ج 5 ص 305. و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 331.
    22. جهاد. ورد فی المصادر السابقة. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 125. و نهج البلاغة الثانی ص 206.
    23. ورد فی المصادر السابقة.