کد مطلب:90804 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:135
سَلاَمُ اللَّهِ عَلَیْكَ. فَإِنّی أَحْمُدُ إِلَیْكَ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ. أَمَّا بَعْدُ، یَا أَخی، كَلأَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكَ كَلاَءَةَ مَنْ یَخْشَاهُ بِالْغَیْبِ إِنَّهُ حَمیدٌ مَجیدُ. [صفحه 866] قَدْ وَصَلَ إِلَیَّ كِتَابُكَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَیْدِ الأَزْدِیِّ تَذْكُرُ فیهِ أَنَّكَ لَقیتَ ابْنِ أَبی سَرْحٍ مُقْبِلاً مِنْ « قُدَیْدٍ » فی نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعینَ فَارِساً مِنْ أَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ مِنْ بَنی أُمَیَّةَ مُتَوَجِّهینَ إِلی جَهَةِ الْمَغْرِبِ. وَ إِنَّ ابْنَ أَبی سَرْحٍ، یَا أَخی، طَالَمَا كَادَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ كِتَابَهُ، وَ صَدَّ عَنْ سَبیلِهِ وَ بَغَاهَا عِوَجاً. أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ غَارَةِ الضَّحَّاكِ عَلی أَهْلِ الْحیرَةِ وَ الْیَمَامَةِ، فَهُوَ أَقَلُّ وَ أَذَلُّ مِنْ أَنْ یَلُمَّ بِهَا، أَوْ أَنْ یَدْنُوَ مِنْهَا، وَ لكِنَّهُ قَدْ كَانَ أَقْبَلَ فی جَریدَةِ خَیْلٍ، فَأَخَذَ عَلَی « السَّمَاوَةِ »، ثُمَّ مَرَّ بِ « وَاقِصَةَ »، وَ « شَرَافِ »، وَ « الْقُطْقُطَانَةِ »، وَ مَا إِلی ذَلِكَ الصُّقْعِ[1]. فَسَرَّحْتُ إِلَیْهِ جَیْشاً كَثیفاً مِنَ الْمُسْلِمینَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ شَمَّرَ هَارِباً، وَ نَكَصَ نَادِماً. فَأَتْبَعُوهُ[2] فَلَحِقُوهُ بِبَعْضِ الطَّریقِ[3] وَ قَدْ أَمْعَنَ فِی السَّیْرِ، وَ كَانَ ذَلِكَ حینَ[4] طَفَّلَتِ الشَّمْسُ لِلإِیَابِ، فَاقْتَتَلُوا شَیْئاً[5] قَلیلاً[6] كَلاَ وَ لاَ، فَلَمْ یَصْبِرْ لِوَقْعِ الْمَشْرَفِیَّةِ[7]. فَمَا كَانَ إِلاَّ كَمَوْقِفِ سَاعَةٍ حَتَّی وَلَّی هَارِباً، وَ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً[8]، وَ نَجَا جَریضاً بَعْدَ مَا أُخِذَ مِنْهُ بِالْمُخَنَّقِ[9]، وَ لَمْ یَبْقَ مِنْهُ غَیْرُ الرَّمَقِ، فَلأْیاً بِلأْیٍ[10] مَا نَجَا. فَدَعِ ابْنَ أَبی سَرْحٍ، وَدَعْ[11] عَنْكَ قُرَیْشاً، وَ خَلِّهِمْ[12] وَ تَرْكَاضَهُمْ فِی الضَّلاَلِ، وَ تَجْوَالَهُمْ فِی [صفحه 867] الشِّقَاقِ، وَ جِمَاحَهُمْ فِی التّیهِ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا[13] عَلی حَرْبِی الْیَوْمَ[14] كَإِجْمَاعِهِمْ عَلی حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَبْلی، فَأَصْبَحُوا قَدْ جَهِلُوا حَقَّهُ، وَ جَحَدُوا فَضْلَهُ، وَ بَادَرُوهُ الْعَدَاوَةَ، وَ نَصَبُوا لَهُ الْحَرْبَ، وَ جَهِدُوا عَلَیْهِ كُلَّ الْجُهْدِ، وَ جَرُّوا عَلَیْهِ جَیْشَ الأَحْزَابَ، وَ جَدُّوا فی إِطْفَاءِ نُورِ اللَّهِ[15]. فَجَزَتْ[16] قُرَیْشاً عَنِّی الْجَوَازی بِفِعَالِهَا[17]، فَقَدْ قَطَعُوا رَحِمی، وَ تَظَاهَرُوا عَلَیَّ، وَ دَفَعُونی عَنْ حَقّی[18]، وَ سَلَبُونی سُلْطَانَ ابْنِ أُمّی[19]، وَ سَلَّمُوا ذَلِكَ إِلی مَنْ لَیْسَ مِثْلی فی قَرَابَتی مِنَ الرَّسُولِ، وَ حَقّی فِی الإِسْلاَمِ، وَ سَابِقَتِی الَّتی لاَ یَدَّعی مِثْلَهَا مُدَّعٍ، إِلاَّ أَنْ یَدَّعِیَ مَا لاَ أَعْرِفُهُ، وَ لاَ أَظُنُّ اللَّهَ یَعْرِفُهُ. فَالْحَمْدُ للَّهِ عَلی كُلِّ حَالٍ[20]. وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ رَأْیی فی مَا أَنَا فیهِ[21] [ مِنَ ] الْقِتَالِ، فَإِنَّ رَأْیی قِتَالُ[22] الْمُحِلّینَ حَتَّی أَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، لاَ یَزیدُنی كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلی عِزَّةً، وَ لاَ تَفَرُّقُهُمْ عَنّی وَحْشَةً، لأَنّی مُحِقُّ، وَ اللَّهُ مَعَ الْمُحِقِّ. وَ وَاللَّهِ مَا أَكْرَهُ الْمَوْتَ عَلَی الْحَقِّ، لأنَّ الْخَیْرَ كُلَّهُ بَعْدَ الْمَوْتِ لِمَنْ كَانَ مُحِقّاً وَ دَعَا إِلَی الْحَقِّ. وَ أَمَّا مَا عَرَضْتَهُ عَلَیَّ مِنْ مَسیرِكَ إِلَیَّ بِبَنیكَ وَ بَنی أَبیكَ، فَلاَ حَاجَةَ لی فی ذَلِكَ. فَأَقِمْ رَاشِداً مَحْمُوداً، فَوَ اللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَهْلِكُوا مَعِیَ إِنْ هَلَكْتُ[23]. [صفحه 868] وَ لاَ تَحْسَبَنَّ ابْنَ أَبیكَ، وَ لَوْ أَسْلَمَهُ النَّاسُ، مُتَضَرِّعاً مُتَخَشِّعاً، وَ لاَ مُقِرّاً لِلضَّیْمِ وَاهِناً، وَ لاَ سَلِسَ الزِّمَامِ لِلْقَائِدِ، وَ لاَ وَطِئَ الظَّهْرِ لِلرَّاكِبِ الْمُقْتَعِدِ. وَ لكِنَّهُ كَمَا قَالَ أَخُو بَنی سَلیمٍ: فَإِنْ تَسْأَلینی كَیْفَ أَنْتَ فَإِنَّنی یَعِزُّ عَلَیَّ أَنْ تُری بی كَآبَةٌ [ وَ السَّلاَمُ. ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی عَقیلِ بْنِ أَبی طَالِبٍ.
صَبُورٌ عَلی رَیْبِ الزَّمَانِ صَلیبُ
فَیَشْمَتَ عَادٍ أَوْ یُسَاءَ حَبیبُ
صفحه 866، 867، 868.
و نهج السعادة ج 5 ص 302.